البنت والولد بالنسبة للأهل :
طبيعة الرباط الأسري في شرقنا العظيم لا يفرق بين الابن والابنة فكلاهما بمرتبة واحدة من حيث الحب والحنان والرعاية فإذا لاحظنا الاهتمام بالابن أكثر من البنت أحيانا" فيأتي من مبدأ الرعاية لإعداده للمسئولية ليصبح وكما يقال رجلا" يعتمد عليه ويستند هو كأب على ساعده فتتم مناقشته دائما" بأمور المنزل والعمل الحقلي وما تعترض الأسرة من عقبات ليساهم بحلها وهذا الاهتمام يجعله أكثر وعيا" وربما هذا يشعر البنت بعدم الاهتمام مثل الولد وبالحقيقة البعض من الأهل في الشرق يشعرون بأن البنت متى كبرت ستتزوج وتترك البيت بينما الولد سيحمل على عاتقه كل أمور المنزل وسيحل محل والده بكل شيء ويقال إنه سيحمل كبرة أبوه وأمه وسيعين والديه بشيخوختهما علما" البنت أكثر عطفا" وحنانا على الآهل ويكون اهتمام الأهل بالبنت إنما من نوع آخر أي يحمل هذا الاهتمام بالبنت التوجيه المستمر ومراقبة سلوكها وخروجها من البيت سواء للعمل أو للمدرسة أو إلى عند الرفيقات خوفا" من وقوعها في شرك الشر والخطيئة وهذا ما يجلب للبيت العار لذلك نجد الأم وراء الابنة في كل خطوة تخطيها ولا تفكر الأم أن هذا يضعف شخصيتها ويبعث بها إلى الأسى أحيانا" وربما إلى التمرد وكثرة التوجيه يشعرها بأنها تتعامل وكأنها ما زالت طفلة وحتى ولو أصبحت في سن يؤهلها باتخاذ القرارات التي تخصها بنفسها ونتيجة هذه المعاملة وهذه المراقبة تشعرها بعدم التساوي من حيث العاطفة والحنان بينها وبين أخوتها الشباب بينما لو تمت معاملتها بكل شيء كما يتم معاملة الشباب أصبحت فاعلة أكثر في البيت وتساهم في الحوار بمسئولية وهذا تزيدها ثقة" بنفسها فيجب عدم التفرقة بين الأخوة فجميعهم يشكلون فلذات الأكباد وجميعهم غاليين ومحبوبين من قبل الأهل وبدون تفريق والتفريق بالمعاملة الذي أشرنا له ليس ناتجا" عن كره البنت ومحبة الولد أكثر أبدا" ومع ذلك على الأهل أخذ هذا الموضوع على محمل الجدّ لأهميته البالغة وانعكاسه من حيث النتيجة على الأبناء وشكرا" .