قصة حزينه تفطر القلب حدثت في غزة
تطلق أنفاسها الأخيرة وبين ذراعيها زهور أربع وجرح غزة الغائر،دموعها
تخون صبرها وتذرف دما على كل ما حولها،فالصمت القابع في وطنها
العربي الكبير،والطفولة الموءودة في عمر الربيع،وتراب غزة الذي دُس من
قبل الغزاة المعتدين،كل ذلك يجعل الدموع تحفر الخنادق وسط الخدود وتجعل
الآهات تصدح في الافق لإسكات سيل الانين المنهمر.خمس ليال مشبعة
بهواء دماء غزة والام شهيدة وجثتها لم تجد قبرا يؤوي جسدها الطاهر
ويصون كرامتها سوى احضان أبنائها داخل اكوام مبعثرة كانت فيما قبل
منزلا يؤويهم من لفحات برد الشتاء القاسية ولهيب شمس الصيف الحارقة
وغضب المحتل على تعاقب الفصول الاربعة.يجر الابن الاصغر خطاه
المتعبة ويحمل جروحه الكبيرة في الجسد الصغير،لياتي بكأس تملؤها بعض
قطرات الماء الى أمه الميتة ويتوسل إليها لتروي عطش حياتها من قطرات
ماء غزة ظانا ببراءته انها لا تستطيع الكلام او الحراك لهول النيران الحارقة
التي تغطي أرجاء غزة ويسعى جاهدا ليودع تلك القطرات إلى جوف امه
الذي تمزق وسط صرخات إخوته الذين صعب عليهم حال اخيهم فهو لا
يعرف معنى الموت ولا يستطيع إفهامه لان دموعهم تصارع دماءهم من
جروحهم النازفة ومن حرقة افئدتهم على جثة الأم المعذبة.وقع هذا الحدث
في حي الزيتونة اجتمعت ظلمة الروح في القلوب بسواد ووحشة الليل
الحالك،جرى انقطاع قطرات الكهرباء ورافق انقطاع حنان الامومة مع
انقطاع قطرات الماء في تلك المدينة المهدورة وضاعت صرخات الاستغاثة
بالجار القريب قي الافق البعيد لان جميع من حولهم لاتصل اليهم تلك النبرات
الباكية لانهم اموات او يتجرعون مرارة دنو منهم.
لا غرابة ان تفارق ام الحياة بين ابنائها ولكن غرابة الالم وقمة الاسى أن
تظل الام الميتة بين ابنائها خمسة ايام ويبصرون من كان سببا في خروجهخم
الى هذه الوسيعة وهي جثة هامدة لاتستطيع تحريك ساكن!
نعم هذا حال الام التى استشهدت وظلت تلك الايام بين ابنائها ولم تستطع
سيارات الاسعاف او الفرق الطبية الوصول اليها لانقاذ حياتها او حتى
دفنها،إذ حال القصف الممطر على غزة دون ذلك.
ان غزاة غزة يسعون فيها فسادا ويعيثون في أرجها قتلا ودمارا,وغزة
تحتضر واصبحت اشبة بمدينة اموات لا يميزها إلا الدم والدمار ولا يكتسح
اجواءها الا رائحة البارود والخراب وسكانها محاصرون حربا وجوعا وألما
والاقسى من ذلك الحصار المميت الموقف العربي العجيب!
عذرا غزة...
فلقد ماتت منذ زمن الكرامة
ودفنت بين أحشائها الشهامة
عذرا غزة...
قد حنطنا العزة في متحف العروبة
ونصبنا النخوة تذكارا في ميدان الصمت
عذرا...بحجم الكون للطفولة المعذبة