كيف نشرح مفهوم الموت للأطفال؟

ﻳﻔﺎﺟﺄ الآباء والأمهات أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺑﺎﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ أطﻔﺎﻟهم ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﻮت، وﻳﺠﺪ اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻻﺳﺌﻠﺔ ﻛﻮﻧها ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮع ﺣﺴﺎس، وﻳﺘﺴﺎءل ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻨهم ﻋﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﻳﻄﻠﻌﻮا اطﻔﺎﻟهم ﻋﻠﯿها ﺑﺨﺼﻮص ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﻮت، وﻋﻦ ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻔﺴﺎراﺗهم اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿﻮع، ﻳﺠﺐ ان ﻧﺪرك ﺑﺎن اﻻطﻔﺎل ﺣﺘﻰ وان ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮا ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻮت ﻓﻲ ﻣﺤﯿﻄهم ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻓﺈﻧهم ﺣﺘﻤﺎ ﻗﺪ ﺷﺎھﺪوا ﻳﻮﻣﺎً ﻧﺒﺘﺔ او ﺣﺸﺮة او ﺣﺘﻰ ﺣﯿﻮاﻧﺎً ﻣﯿﺘﺎً .
أﺧﻄﺎء ﻳﺠﺐ تفاديها :
- ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ ﺑها ﺑﻌﺾ الآﺑﺎء واﻻﻣهات ﻣﻨﻊ اﻻطﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﻮت او طﺮح أي ﺳﺆال ﻳﺘﻌﻠﻖ به .
ﺣﯿﺚ ان اﻟﻤﻨﻊ ﻗﺪ ﻳﻮﺟﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﺑﺎن اﻟﻤﻮت ﻣﻮﺿﻮع ﻏﯿﺮ ﺟﯿﺪ وﻣﺨﯿﻒ ﺟﺪاً، وﻳﻀﯿﻊ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻟﺘﺼﺤﯿﺢ أﻓﻜﺎر أطﻔﺎﻟهم اﻟﺨﺎطﺌﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮت .
- أﻳﻀﺎً ﻳﺆدي ﻣﻨﻌهم اﻟﻰ ﺗﺠﻨﺐ اﻻطﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ واﻟﺪﻳهم ﻋﻦ أي ﺷﻲ ﻗﺪ ﻳﺰﻋﺠهم او ﻳﻘﻠﻘهم ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠهم ﻏﺎرﻗﯿﻦ ﺑﺪواﻣﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺰﻋﺎج واﻟﻘﻠﻖ .
- ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﺪم ﻣﻨﻊ اﻻطﻔﺎل ﻣﻦ طﺮح ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ او اﻟﺘهرب ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯿها، ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﻓﺮﺻﺔ ﺟﯿﺪة ﺟﺪاً ﻟﺘﺤﻀﯿﺮھﻢ وتجهيزهم ﻟﻤﻮاﺟهة اي ﻛﺮب ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻟﻜﻦ ﻣﺎھﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ ﻻﺟﺎﺑﺔ اﺳﺌﻠﺔ اﻻطﻔﺎل اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮت؟
ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﻳﺪرك اﻻﺑﺎء واﻷﻣهات ﺑﺎن ﻣﻔهوم اﻟﻤﻮت ﻟﺪى اﻻطﻔﺎل ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺟﺬرﻳﺎً ﻣﻦ طﻔﻞ ﻻﺧﺮ
وذﻟﻚ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ اھﻤها:
- ﻋﻤﺮ اﻟﻄﻔﻞ
- واﻟﻨﻤﻮ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ
- واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻪ
اﻷطﻔﺎل اﻻﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻦ 5 ﺳﻨﻮات:
- ﻳﻌﺘﻘﺪون ﻏﺎﻟﺒﺎً ﺑﺎن اﻟﺠﻤﺎدات ھﻲ ﻛﺎﺋﻨﺎت ﺣﯿﺔ ﺗﺸﻌﺮ ﻣﺜﻠﻨﺎ
- وﻳﻌﺘﺒﺮون اﻟﻤﻮت ﻣﺜﻞ اﻻﻧﻔﺼﺎل اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻮم
- وﻳﻌﺘﻘﺪ اﻻطﻔﺎل اﻳﻀﺎً ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎن اﻟﻤﻮت ﺷﻲء ﻣﺆﻗﺖ وﻋﻤﻠﯿﺔ ﻋﻜﺴﯿﺔ
- وان اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮت ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻌﻮد ﻟﻠﺤﯿﺎة ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
- ﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﺗﻜﻮن اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻟهم ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﺼﺮ وﺑﺴﯿﻄﺔ ﺟﺪاً
- وﺗﺸﻤﻞ أﺷﯿﺎء ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻟﺪﻳهم، ﻛﺎﻟﻘﻮل ﻣﺜﻼً ﺑﺎن اﻟﻘﻄﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﻮت ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﻮاء واﻟﺤﺮﻛﺔ .
- اﻻطﻔﺎل ﻣﻦ ﺳﻦ 5 ال 10 ﺳﻨﻮات:
- ﻓﯿﻜﻮن ﻓهمهم ﻟﻠﻤﻮت ﻋﺎدة ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ
- وﻳﺒﺪؤون ﺑﺎﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻣﻮت اﺣﺪ واﻟﺪﻳهم وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺮﻛهم وھﺠﺮھﻢ
- ﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺮح ﻟﻼطﻔﺎل ﺑهذه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺴﻂ ﻳﺮاﻋﻲ ﻓهمهم وان ﻳﻜﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻤﻮس ﻟهم،ﻻﻧﻪ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﯿهم ﻓهم اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺠﺮدة ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ .
- ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺷﺮح اﻟﻤﻮت ﻟﻼطﻔﺎل ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮل ﺑﺎن أﺟهﺰة اﻟﺠﺴﻢ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، وان اﻟﻄﺒﯿﺐ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ إﺻﻼﺣها .
- ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ واﺑﻞ اﻻﺳﺌﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻻطﻔﺎل ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ وأﻓﺮاد اﻷﺳﺮة، ﻛﺎﻟﺴﺆال ﻣﺜﻼً :
ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﻋﻮدة اﻟﻤﯿﺖ و رؤﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
- او اﻟﺴﺆال ﻣﺜﻼً ان ﻛﺎن اﻟﻤﯿﺖ ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﺧﺘﻨﺎق ﻋﻨﺪ دﻓﻨﻪ او ﺑﺎﻟﻢ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ.
- ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ اﻻدراك ﺑﺎن ﻛﻞ ﺳﺆال ﻳﺴﺄﻟﻪ اﻻطﻔﺎل ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻹﺟﺎﺑﺔ
- ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻋﺪم اﺧﺘﻼق أﻣﻮر ﻏﯿﺮ ﺻﺤﯿﺤﺔ وإﻳﺼﺎل ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﺪ ﺗﻀﻠﻞ ﻋﻘﻞ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻐﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺘﯿﻌﺎب ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ، ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺆدي ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻋﻜﺴﯿﺔ
ﻣﻦ اﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ اﻟﻘﻮل ﺑﺎن اﻟﻤﯿﺖ ﻗﺪ ﺳﺎﻓﺮ ﺑﻌﯿﺪاً او ذھﺐ ﻟﯿﻨﺎم ﻟﻔﺘﺮة طﻮﻳﻠﺔ، ﺣﯿﺚ أن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺆدي اﻟﻰ ﺧﻮف اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦاﻟﻨﻮم او اﻟﺴﻔﺮ اﻟﺒﻌﯿﺪ .
- أﻳﻀﺎً ﻗﺪ ﻳﺆدي اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺎﺧﺒﺎر اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎن ﺳﺒﺐ وﻓﺎة ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺮض اﻟﻰ ﺧﻮف اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ أي ﻣﺮض ﺑﺴﯿﻂ ﻗﺪ ﻳﺼﯿﺒﻪ او ﻳﺼﯿﺐ ﺷﺨﺺ ﻋﺰﻳﺰ ﻟﺪﻳﻪ .
- واﻷﻧﺴﺐ اﻟﻘﻮل ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺑﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﺗﻮﻓﻲ ﻛﺎن ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﻤﺮض ﺧﻄﯿﺮ ﺟﺪا، وھﻮ ﻟﯿﺲ ﻛﺎﻷﻣﺮاض اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﯿﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة ﻷﺧﺮى .
- ﻻﺑﺎس ﻣﻦ اﺧﺒﺎر اﻻطﻔﺎل ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﺑﺎن اﻟﻜﺒﺎر ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮن اﺟﺎﺑﺔ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻻﺳﺌﻠﺔ، وان ھﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻻﺷﯿﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﺎر أﻳﻀﺎً .
أﺳﺌﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺗﻮاﺟﻪ اﻷھﻞ:
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻳﺴﺎل اﻟﻄﻔﻞ واﻟﺪﻳﻪ أﺳﺌﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻣﺜﻞ: ﻣﺘﻰ ﺳﺘﻤﻮﺗﻮن؟ اﻷﻓﻀﻞ اﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﺴﺆال اﺳﺘﯿﻀﺎﺣﻲ: ھﻞ اﻧﺖ ﻗﻠﻖ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻟﺮﻋﺎﻳﺘﻚ؟
إذا أﺟﺎب ﺑﻨﻌﻢ، ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ ﺗﻄﻤﯿﻦ اﻟﻄﻔﻞ واﺧﺒﺎره ﺑﺎﻧهم ﻳﻌﺘﻘﺪون ﺑﺎﻧهم ﺳﯿﻌﯿﺸﻮن ﻓﺘﺮة ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﯿﻌﺘﻨﻮا ﺑﻪ، وإذا ﻣﺎت أﺣﺪھﻢ ﻓﺴﯿﻘﻮم اﻵﺧﺮ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ .
اﻻطﻔﺎل اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺳﻦ 10 ﺳﻨﻮات:
ﻓﯿﻜﻮن ﻓهمهم ﻟﻠﻤﻮت ﻣﺸﺎﺑهاﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻟﻔهم اﻟﻜﺒﺎر، ﺣﯿﺚ ﻳﺼﺒﺤﻮا ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻓهم اﻷﻣﻮر اﻟﻤﺠﺮدة، وﻳﺪرﻛﻮا ﺑﺎن اﻟﻤﻮت ﻻﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ وﺷﻲء ﻋﺎم ﻳﺤﺪث ﻟﻜﻞ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﺤﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻧﻔﺴهم، وان اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﯿﺖ ﻻ ﻳﻌﻮد ﻟﻠﺪﻧﯿﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ھﻞ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻜﺒﺎر او اﻟﻮاﻟﺪان اﻻطﻔﺎل ان ﺣﺪﺛﺖ وﻓﺎة ﻓﻲ ﻣﺤﯿﻄهم؟ وان ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻤﺎھﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻹﺑﻼﻏهم ﺑﺬﻟﻚ؟
ﻳﺤﺘﺎر اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺣﯿﺎل ﻗﺮار إﺑﻼغ اﻻطﻔﺎل: ھﻞ ﻳﺒﻠﻐﻮﻧهم ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻟﻮﻓﺎة، او ﻳﺨﻔﻮن اﻷﻣﺮﻋﻨهم ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮون؟
ﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﻳﺒﻠﻎ اﻻطﻔﺎل ﺑﻮﻓﺎة اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ واﻟﻘﺮﻳﺒﯿﻦ ﻣﻨهم، ﺣﯿﺚ ان اﻻطﻔﺎل ﺳﯿﻜﺘﺸﻔﻮن ذﻟﻚ ﻻﺣﻘﺎ، وﻗﺪ ﻳﺆدي إﺧﻔﺎء اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻠﺒﯿﺔ .
ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺪرج ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع إﺑﻼغ اﻻطﻔﺎل ﺑﺨﺒﺮ اﻟﻮﻓﺎة، واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ان اﻟﻮﻗﺖ واﻟﻤﻜﺎن ﻣﻼﺋﻤﯿﻦ ﻟﺬﻟﻚ، وان ﻳﻌﻄﻰ ﻟﻸطﻔﺎل اﻟﻤﺠﺎل ﻟﻼﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع، ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻌﻤﺮ واﻟﻨﻤﻮ اﻟﻔﻜﺮي. ﻓﻲ ﺣﺎل وﺟﻮد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ طﻔﻞ ﻣﻦ اﻋﻤﺎر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ ﻋﺪم اﺧﺒﺎرھﻢ ﻣﻌﺎً اذا ﻛﺎن ﻣﻔهوم اﻟﻤﻮت ﻟﺪيهم ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً .
أﺧﻄﺎء ﺷﺎﺋﻌﺔ:
ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻟﻠﻜﺒﺎر ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻊ اﻻطﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮھﻢ ﻛﺎﻟﺤﺰن واﻟﺒﻜﺎء، او ﻣﺤﺎوﻟﺔ إﺧﻔﺎء ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺒﺎر ﻣﻦ اﻟﻈهور أﻣﺎم اﻻطﻔﺎل، ﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﻳﺸﻌﺮ اﻷطﻔﺎل ﺑﺎن اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮھﻢ أﻣﺮ ﻣﺴﻤﻮح ﺑﻪ، وﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﺪﻋﻢ واﻻﺣﺘﻮاء ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎر ﻟهم ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ .
ھﻞ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻸطﻔﺎل ﺑﺮؤﻳﺔ اﻟﻤﯿﺖ؟ وھﻞ ﻳﺤﻀﺮون ﻣﺮاﺳﻢ اﻟﻌﺰاء اواﻟﺪﻓﻦ؟
اذا ﻛﺎن اﻟﻄﻔﻞ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ 6 ﺳﻨﻮات اي ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ، ﻓﯿﻤﻜﻦ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻪ ان رﻏﺐ ﺑﺬﻟﻚ، ﺣﯿﺚ ﻳﻨﺒﻐﻲ اوﻻً ﺳﺆال اﻟﻄﻔﻞان ﻛﺎن ﻳﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮر وﺗﺮك اﻟﻘﺮار اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻪ. وﻳﺸﺮح ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺑﺎن اﻟﺪﻓﻦ واﻟﻌﺰاء ھﻤﺎ اوﻗﺎت ﻟﺘﻮدﻳﻊ اﻟﻤﯿﺖ .
ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎﻧﻊ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬھﺎب، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﺪم اﺟﺒﺎره ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓهم ﺳﺒﺐ رﻓﺾ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ طﺮﻳﻖ اﻟﻨﻘﺎش واﻟﺤﻮار ﻣﻌﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ھﺎدﺋﺔ، وﺟﻌﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﺠﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﯿﺲ ﺣﯿﺎل ذﻟﻚ، وﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻼزم ﻟﻪ، واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻔﺴﺎراﺗﻪ وﺗﺼﺤﯿﺢ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ اﻟﺨﺎطﺌﺔ .
ﻳﺠﺐ اﻻﻧﺘﺒﺎه اﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ﻗﺪ ﻳﺆدي ﻗﺮار اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺑﺮؤﻳﺔ اﻟﻤﯿﺖ اﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻜﺴﯿﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎً إذا ﻛﺎن ھﻨﺎك ﺗﺸﻮھﺎت ﺷﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺠﺜﺔ .
اﻣﺎ إذا ﻓﻀﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﺪم اﻟﺬھﺎب واﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل، ﻓﯿﻔﻀﻞ ان ﻳﻜﻮن ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﺷﺨﺺ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﺤﺎوﻟﺔاﺣﺘﻮاﺋﻪ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﻪ .
إذا ﻗﺮر اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬھﺎب ﻟﻠﻌﺰاء او اﻟﺪﻓﻦ، ﻓﯿﻨﺒﻐﻲ ﻗﺒﻞ ذھﺎﺑﻪ ان ﻳﺸﺮح ﻟﻪ اﻻﺷﯿﺎء اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺮاھﺎ ھﻨﺎك، ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪه ﺗﺼﻮر ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ وﻻ ﻳﻔﺎﺟﺄ وﻗﺘها .
- ﻳﻔﻀﻞ ان ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺎﺣﺒﺎ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻣﺮاﺳﻢ اﻟﻌﺰاء او اﻟﺪﻓﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻨﺸﻐﻠﯿﻦ ﺟﺪاً ﺧﻼل ﻣﺮاﺳﻢ اﻟﻌﺰاء او اﻟﺪﻓﻦ .
- إذا ﺷﻌﺮ اﻟﻄﻔﻞ ﺧﻼل ﻣﺮاﺳﻢ اﻟﺪﻓﻦ او اﻟﻌﺰاء ﺑﺎﻧﺰﻋﺎج ﺷﺪﻳﺪ، ﻓﯿﻔﻀﻞ ان ﻳﺄﺧﺬه اﻟﻤﺮاﻓﻖ ﺑﻌﯿﺪاً ﺧﺎرج ﻣﺴﺮح اﻟﻤﺮاﺳﻢ وﻣﺤﺎوﻟﺔ دﻋﻤﻪ ﻧﻔﺴﯿﺎً واﺣﺘﻮاﺋﻪ .