حوار قلم جف
سئلت القلم لماذا عزفت عن كتابة المقال
قال جف حبري فلم يعد سيال
قلت لماذا جف حبرك, قال من شدة الاهوال
ليس لدي ما اكتبه من كثرة الزيف والاحتيال
فاتركني اهيم في ارض الله سائح جوال
في صحرائي الشاسعة بفضاء الرمال
اتفقد السرية و اطلع على الاحوال
انجوا بحياتي خوفا من اصابتي بسهم و نبال
استرجع قواي واستمع بحسن الاقوال
اعود للعيش في بحور الحكم و الامثال
حر طليقا بلا رقيب و لا قيد من سلاسل و اغلال
عابدا زاهدا في رمضان اختتمها بعده بستة من شوال
لعل الله يغفر لي الزلات و يمحو الذنوب الثقال
فالاعمال بالنيات و الرب يحاسب على الافعال بعد الاستغفار عن الاقوال
فارضكم ضاقت بها الرحب بعد اكتظاظ شواطئ الشمال
ففي هذا العصر لم يبقى سوى سماع الموال
بعدما عزفت الناس و تخلت عن الرجال
فقلت لن اتركك فاكتب في الحال
قال لا تجبرني فليس عندي ما يقال
فقلت وما السبب قال نكسة الابطال
قلت ما زال الرجال رجال ابطال
قال في زمان مضى ايام النخوة بلا سؤوال
فقلت لا تاييس و اصمد مازلت شامخ شموخ الجبال
نبراس فياض في منابعه يتدفق الشلال
قال الجبال تمر مر السحاب و السحاب اذا فاض يغرق الارض بالطين والاوحال
فقلت اذا فاض السحاب يغمر الارض و يوفر الخير للاجيال
فقال بشراك حبري فالحمد لله رب الكمال
قلت لماذا ابتهجت وطرت فرحا في الحال
قال مادامت الاجيال موجودة بلا زوال
قلت فالاجيال موجودة في الحل و الترحال
تظهر لامعة كالنجوم مضيئة وقت الظلام في غيبة الهلال
مستعدة لصنع المعجزات من درب الخيال
فقال حضر الحبر وعليه بالتخصص في المجال
بدلا من الخوض في اشعال نار الفتن و احداث الزلزال
فاستيقظوا اني اتيكم بالخبر السار قبل التغير و الاستبدال
فالحمد لله ذو الجلال و الاكرام حافظ الاجيال صبية و عيال