التقيا صدفة كمئات الصدف التي تقابل الناس و مئات الصدف المتناثرة على شاطئ الخيال يلتقطها المستجمين و يقطعون بها الأميال
هكذا قطعت به جفاء الحب وتلف المشاعر...ترى من يكون و من جعله يكون و لماذا يكون و من تكون هي ليختارها القدر في طريقه
لا تخفي إعجابها ..هو لا تنقصه الفحولة و لا تنقصه صنعة الكلام يشدها إليه حنين غريب و لهفة و شوق...تراه بعيدا في القرب و البعد ...يشبه المستحيل في ماهيته و الحلم في حقيقته...
ليتها تصدق منه كل قول...يقتحمها الشك و تخاف من سراب جادت به صحراءها القاحلة و من غيث لامس أرضا شارفت على الفناء...
تحارب أحاسيس جديدة عنها و غريبة عن عالمها و تغرق في حيرة و نفسها تسلوا في دجى الليالي الباردة...
رحل النوم عنها ورحل الليل حاملا سواده, وبقيت تناجي نفسا أضناها التفكير في مستأجر أصبح للفؤاد يملك...
حبيبي تنطقها في صمت خجول...تبتلع لفظ الغرام...و تسجن دمع فرح أبت الدنيا أن تسقيها نعيمه...
كل كلامها لا يسمعه و لا يفهمه فلغتها لا قاموس لها بين اللغات...أنانية حتى في الحب تستأثر كل شيء لنفسها و تبخل عليه بكل شيء...تثيره و تجن جنونه...تتعمد ..تحب الرجل الثائر
اعتادت التمرد ...على كل شيء ...تتأرجح بين الطيش و الوقار ...نفسها لا تعرف ماذا تريد و تراه محقا في رأيه...
اختاري الحب و انطلقي و اقطفي حلو ثمار الحياة ففصلك اليوم ربيع و لا فواكه بالخريف...
أو اختاري العيش كقديسة الكنائس...تمنح العطف للجميع و هي أشد من يحتاجه..
خيارين أحلاهما بمرارة العلقم...
ما لا يعرفه أنها من فصيلة نادرة و من نوع لم يعتد رأيته بين النساء...نوع غريب ...نوع يجعلك ترغب في الاقتراب بقدر ما ترغب بالابتعاد...هي سهل ممتنع...وجبل يوهمك بقرب قمته بينما يبقى شامخا في السماء...
و ما تعرف أنها و الصدق صنوان و أن مشاعرها ليست وهما و هي أغلى هدية قدمها لها الزمان...يكفيها أنها تحملها بعيدا في الأحلام....
لا ترغب في تكسير صورة رسمتها له بإتقان...فهل هو حقيقي أم هو ضرب من خيال