كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة****فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَة
ولْتبتلــع أبيــاتَ فخــرِكَ صامتـــــاً****فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ****فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرة
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا****واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً****وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة
فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحـدكَ قـادراً****أن تهــزِمَ الجيــشَ العـــظيــمَ وتأسِـــرَه
لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهــرَهُ****فالزحـفُ مـوجٌ.. والقنـــابــلُ ممـــطـــرة
وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضـاعَ صـهيلُـهُ****بيـنَ الــدويِّ.. وبيـنَ صـرخــةِ مُجـبـــَرَه
هــلاّ سألـتِ الخيـلَ يا ابنةَ مـالـِـكٍ****كيـفَ الصـمــودُ ؟ وأيـنَ أيـنَ المـقــدرة!
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم****فالعيــشُ مُـــرٌّ .. والهـــزائـــمُ مُنــكَــــرَه
هـــذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها****مَــن يقتــرفْ فــي حقّهــا شـــرّاً.. يَــــرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها****لــم يبــقَ شــيءٌ بَعدَهــا كـــي نـخـســرَه
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً ****فــي قبــرِهِ.. وادْعـــوا لهُ.. بالمغـــفـــرة