بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد
وبعد
تواجة العلوم الإنسانية بشكل عام أزمة كبيرة كما يقول كبار الباحثين في
تاريخ وفلسفة العلوم ويصفونها بالطريق المسدود والتي يقف كبار علماء العلوم
الإنسانية في الغرب عاجزين عن تجاوزها ,والتي تكمن في أن البحوث و
الدراسات في العلوم الإنسانية لا تفضي إلى الحقائق وقوانين كما يحدث في
العلوم الطبيعية وهذا ماجعل كثير من كبار الباحثين في الغرب يؤكدون ومنذ
منتصف القرن الماضي أمثال بيتريم سوروكين وجيروم رافتيز ابراهام ماسلو
وتيدور وغيرهم من رواد العلوم الإنسانية إلى القول بأهمية إعادة النظر في
منطلقات ومناهج البحث التي تم اتباعها في العلوم الاجتماعية منذ منتصف
القرن التاسع عشر والتي تعتمد على التجريب والحواس وحدها في محاكاة لما هو
معمول به في البحث في العلوم الطبيعية على الرغم من الفرق في الاتجاهين
وإهمال المصادر الأخرى للعلم وعلى رأسها الوحي وذلك كرد فعل عنيف على
الأحداث التي أصابت العلماء في أوروبا على يد الكنيسة وأدت على ظهور
العلمانية , ولقد أكد هؤلاء العلماء أن العلمانية التي أقصت الدين وأقصت
أيضاً كلما هو وجداني وتعاملت مع الإنسان بشكل ميكانيكي كتعاملها مع الآلة
قد أدت إلى تشويه ونتائج خطيرة في فهم ودراسة السلوك الإنساني , وما يهمنا
كمسلمين أولاً وكعرب ثانياً أنه ما زال المتخصصون في العلوم الإنسانية في
العالم العربي كعلم النفس والعلوم السياسية وعلم الاجتماع بفروعه مازالوا
متمسكين بهذه الطريقة القديمة ويؤكدون عليها, وربما يعود سبب ذلك إلى عدم
الجرأة في انتهاج طرق أخرى للوصول إلى الحقائق العلمية وذلك في حين أن
البحث للوصول إلى الحقائق واكتشاف علوم جديدة يحتاج إلى جرأة علمية لتحقيق
ذلك فهم قد أوقفوا أنفسهم في المكان الذي توقف فيه الغرب مجبراً لأنه لا
يملك نور الهداية الذي نملكه نحن المسلمين آلا وهو كتاب الله الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكنوز من الأحاديث الشريفة التي بذل
العلماء جهوداً لانظير لها في تمييز الصحيح منها من السقيم ولمن أراد
الإطلاع والإزتزادة أكثر عن هذه الأزمة يراجع بحث للدكتور إبراهيم رجب
بعنوان العلوم الاجتماعية الوضع الراهن وآفاق المستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الكاتب : إبراهيم الفيفي