التحاور بين الحيوانات ......غريب..........

التحاور
بين الحيوانات


تتكلم الثعالب بكل أعضائها مستخدمة
الفم والأذن والذيل


النوارس تطلق أصواتاًتحذيرية حين
يقترب منها خطر محدق


القاهرة ¯ "السياسة":


العلاقة بين الحيوانات وطريقة
التفاهم في ما بينها منالأمور المثيرة للاهتمام والملفتة للنظر, خصوصاً ونحن نتابع
أبناء السلالة أوالفصيلة الواحدة وهي تتعامل في ما بينها بلغة تفاهم مشتركة لا
يفهمها سواها, بينمايقف الإنسان حائراً جاهلاً ما يدور من حوار مشترك بين هذه
الحيوانات, وتعد قصةالنملة الشهيرة مع سيدنا سليمان (عليه السلام) خير دليل على
وجود لغات خاصة بين كلطائفة من الحيوانات, بدليل ما قالته النملة لأهلها عندما
طلبت منهم أن يدخلواجحورهم حتى لا يحطمهم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون.. وكان
النبي سليمان (عليهالسلام) من أشهر البشر الذين ميزهم الله تعالى بقدرات خارقة في
التحدث مع غير بنيالبشر كالجن والطيور كما في حواره الشهير مع الهدهد الذي أخبره
بما يدور في اليمنومع الملكة بلقيس ملكة سبأ, وتؤكد المشاهد اليومية للحيوانات أن
هناك لغة مشتركةللتفاهم والتواصل بينها, ولكنها تمثل عالماً غريباً يصعب على سواهم
من البشر فهمه.


أصوات وحركات


ويذكر العلماء الذين يعملون في مجال
استكشاف الطبيعة وسكنها منالكائنات الحية أن هناك وسائل كثيرة من أساليب التواصل
والتفاهم بين الحيواناتإستناداً إلى نوع الفصيلة التي ينتمي إليها, قد تكون اللغة
بالصوت أو بالحركاتوالايحاءات المختلفة, فالفيلة على سبيل المثال تصدر اصوات غمغمة
أثناء سيرها فيجماعات, وعندما تتفرق ويسير كل فيل بمفرده تنقطع الأصوات, بينما
الطيور كالدجاجةمثلاً تصدر في بعض الأحيان أصواتاً خاصة للنداء على صغارها فيأتون
مسرعين إليها, وتصدر لهم صوتاً بطريقة مختلفة فيتفرقون عنها, بينما الغراب يصدر
صوتاً دالاً علىالخطر في حالة التحذير منه أما عندما يكون سعيداً فيشبه صوته
القهقهة, وفي عالمالحشرات نجد النملة تعتمد على التفاهم بلغة الحركات, فلو عثرت
على مكان به زهورتعود وتخبر باقي النحل بحركة معينة فيتبعها النحل جماعات نحو حقل
الزهور, بينما نرىالعنكبوت يتحدث مع أنثاه بواسطة خيوطه التي ينسجها ثم يقف على الشبكة
التي كونهاويشدها فتأتي الأنثى وترد عليه بجذب الخيط بأسلوب آخر في حوار عنكبوتي
مثير.


حوار الثعالب


والحوار بين عالم الحيوانات المفترسة
كالثعالب على سبيل المثالله طبيعة خصوصاً, فالثعالب تتكلم بكل أعضاء جسمها مستخدمة
الفم والأذن والذيل, وتستطيع أن تقلل أو تكبر حجم أجسامها كإشارة لمن تخاطبه, وقد
كشف الخبراء عن وجودأكثر من 40 صوتاً للثعالب وتتميز كلها بالخشونة والقوة كما لو
كانوا يزمجرون أويتشاجرون, ولكنه حوار سلمي وآذان الثعالب المنتصبة تعبير عن
الاستقواء, ولكن الأنثىلا تقبل التهديد, والامهات يتعرفن على أولادهن بالشذى
والنداءات الصوتية والرائحةفيأتي الصغار يتحسسون أمهم ويتلمسون ثديها يرضعون
والطريف أن عمات الصغار منالثعالب يساعدن الأم في رعاية صغارها لو كانت أعدادهم
كبيرة ويتعاملن مع الصغار مثلمربيات الأطفال.


غرام طيور النورس


من اللقطات الطريفة التي تكشف لغة
الحب والغرام بينالحيوانات والطيور ذلك المشهد الذي سجله علماء الحيوان لطيور
النورس التي تتفاهم فيما بينها بإشارات دالة على الحب مستخدمة لغة الألوان
الجميلة, وإبرازها كدليل علىالتجاذب بينها, فيبدأ كلا الزوجين المشاركة في بناء
العش, لكن الذكر يكون الأنشطوالأقوى على طرد أي غريب يريد البقاء في العش الذي
يجهزه لحضانة الصغار وحينمايظهر أي خطر على الصغار كظهور ثعبان أو أفعى تهددهم
تبدأ حالة الطوارئ بين جميعطيور النورس للاستنجاد ببعضهم بعضاً ويأخذون في إطلاق
اصوات التحذير حتى يعلمالجميع بالخطر ويأخذون حذرهم, ومن غرام طيور النورس الرقيقة
إلى عالم الذئاب الشرسنجد أن طريقة التحاور تكون بالعواء, وهو صوت قوي جداً يصل
لمسافات بعيدة ويزداد هذاالصوت في فصل التزاوج خصوصاً في شهري نوفمبر وديسمبر وقد
ينبح كالكلاب.


معجزات حيوانية


ذكر القرآن الكريم معجزات ارتبطت
بالحيوان وأشار الى تواصلهمع غيره من البشر أو بني جنسه أو فصيلته, والشواهد
الحديثة أيضاً تكشف ملامح من هذهالمعجزات منها تعلم أحد ببغاوات سيدة أميركية لبعض
الجمل والكلمات التي يستطيع بهاالتحاور مع الضيوف من دون أن يقتصر الأمر على مجرد
تقليد الأصوات والجمل التييسمعها, أيضاً نجح بعض العلماء في تعليم القردة بعض
الكلمات بلغات مختلفة, اضافةالى ما نراه في السيرك وفي مجال تدريب الحيوانات
والعلاقة الغريبة ولغة التفاهمالتي تجمع بين الحيوانات ومدربيها أو بينها وبين
بعضها بعضاً وخصوصاً في تلقيالتعليمات أو إعطائها في ما بينها, وهو يدل على قدرات
حوارية ممكنة وموجودة في هذاالعالم الغريب بما فيها التعامل مع حيوانات من رتب
متدنية وتدريبها كمن تعايش معمجموعة من النحل أو البراغيث أو العقارب, وصارت بينه
وبينهم علاقة ود جعلتهم لايلدغونه.


وقد أجرى بعض العلماء في جامعة
"هارفارد" الأميركية تجارب على أنواعمن القردة لاختبار قدرتهم اللغوية,
وتميزهم للأصوات بعرض نوعية من التسجيلاتأمامهم, ثم قاموا باختبارهم مرة أخرى في
اليوم التالي بإعادة عرض التسجيلات, وكانتالمفاجأة أن القردة نجحت في تمييز أصحاب
الأصوات المختلفة المتحدثة , كما كشف فريقطبي برئاسة العالم الأميركي تيموني
جينتير بجامعة كاليفورنيا أن طائر الزرزور, وهوطائر رقيق جداً يمكن أن يتعلم مقاطع
لحنية ليدخلها في صوته وأغانيه, وبالفعل نجحهذا الفريق الطبي في تعليم الزرزور
إضافات جديدة وكانت المفاجأة أنها تقوم بحسابالزقزقة وحفظ العدد في ذاكرتها وتحسب
كذلك طريقة التغريد فتنفذ اللحن كما لو كانتتحفظ النوتة , وهو ما جعل طائر الزرزور
الجميل مثار جدل وخلاف بين العلماء حولحقيقة وجود لغة بين الحيوانات ومدى رقي هذه
اللغة, وإمكانية تطويرها في ظل قدرة هذاالطائر الفائق على تطوير صوتياته وإبداء
ردود أفعال تجاه المؤثرات الصوتية, كما لوكان يتبادل معهم أطراف الحديث ويشاركهم
الرأي , الأمر الذي يجعل السؤال المطروح هو : هل فعلاً هناك لغة بين الحيوانات
وبعضها أو بينها وبين البشر أم أن ما تفعله هذهالحيوانات من همهمات وأصوات وإشارات
لا يعتبر لغة ولا يرتقي إلى اللغة بين البشر ?