غياب الشمس يسبب الاكتئاب
كشفت دراسة أعدها الأطباء النفسيون بالمركز الطبي في العاصمة التشيكية براغ أن غياب الشمس لمدة طويلة يؤثر سلبا على صحة الإنسان ويؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب خاصة لدى كبار السن والأطفال.
وتغص العيادات التشيكية الطبية وخاصة النفسية بأعداد غير اعتيادية في هذه الأيام من المراجعين بسبب غياب الشمس لمدة شهرين على الأقل نتيجة موجة الصقيع التي حلت بعموم القارة الأوروبية.
وقال رئيس العيادة النفسية لدائرة براغ السابعة يرغي تيل المشارك في الدراسة إن أكثر المراجعين لعيادته في هذه الأيام هم ممن لديهم نسب بسيطة من الاكتئاب.
وأشار إلى أن غياب الشمس فترة طويلة أثر عليهم بشكل كبير الأمر الذي زاد عندهم من حدة المرض في حين سجلت الدراسة نتائج جديدة لأول مرة وهي تأثير غياب
الشمس على الأطفال وارتفاع مستوى العدوانية عندهم.
موسم الاكتئاب
وأشار تيل إلى الاعتقاد السائد قديما وهو أن فصل الشتاء عموما يزيد من حدة الاكتئاب وأن فصلي الربيع والصيف يساعدان على البهجة والسرور، غير أنه قال إن السر في إبعاد الاكتئاب عن الناس يكمن في سطوع نور الشمس.
وجاء في الدراسة أن أقل نسب الاكتئاب كان عند سكان الجبال الباردة، لأن الشمس هناك لا تغيب لفترات طويلة رغم برودة الطقس.
فمجرد بقاء الشمس طوال اليوم في المكان كان له تأثير إيجابي في تحسين مزاج السكان هناك. مقابل ذالك سجلت الدراسة نتائج على الأشخاص الذين لا يتعرضون لنور الشمس كثيرا ويفضلون الجو المعتم بينت إصابتهم بسوء وحدة المزاج وبالتالي الاكتئاب.
عدوانية الأطفال
ويرى تيل أن الأطفال الذين راجعوا العيادات النفسية منذ بداية هذا العام -وقدر عددهم بثلاثة أضعاف ما في الفترة المقابلة من العام الماضي- قد سجل لديهم زيادة في المشاغبة والعدوانية وأنه حتى البرامج والأفلام المسلية لم تعد تسعدهم.
لذلك فهو يقوم بمعالجتهم اليوم عبر زيادة دروس الرياضة البدنية وكذلك الاستعانة بقرص مضيء يشبه عمله أشعة الشمس يعمل بالكهرباء وله قوة إضاءة توازي حجم الأشعة التي ترسلها الشمس إلى الغرفة التي يسكنها.
وينصح تيل الجميع بالاستمتاع بأشعة الشمس بشكل يومي في الفصول التي تسطع فيها لأنه حسب الكمية التي يقوم الجسم بتخزينها يكون رد الفعل والإصابة بالاكتئاب أقل خلال فصل الشتاء بالإضافة إلى الانتباه إلى التعرض المباشر لتلك الأشعة في فصل الصيف عند الاستجمام على البحر وينصح بدهن الجسم بالكريمات المخصصة لهذا الغرض.