ريال مدريد بين أصالة الشخصية ................وتقليد الآخر
لم يكن الكبار يوما يقلدون بعضهم البعض بل يبحثون في سماء الفكر الواسع الحدود عن ثوب راقي لا يشابههم في لباسه أحد
يتميزون به في وسط الزحام حتى إنك لتراهم وتعرف هويتهم من بعيد لنوره الخاص دون أدنى تعب لمحة فقط كافية لتحمل لك اسمهم
فأصالة الشخصية سمتهم الكبرى وهدفهم أعظم
كلهم يحاولون تقديم المتعة لمتابعي الساحرة المستديرة
ولم تكن مدارس التكتيك ومفكروها وفقهاؤها يوما عاجزين عن تلبية تلك الحاجة الطبيعية لعمالقة الساحرة المستديرة بل في كل فترة تظهر شخصية تترك بصمتها في هذا النادي أو ذاك
هيريرا رينوس ميشلز ساكي وغيرهم
لم يكن الريال أسوة بغيره من السادة يوما بشهادة العدو قبل الصديق يجري وراء أحد أو يحاول استعارة ثوب بالي لبسه أحد من قبله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بل كان دائما بارعا في خياطة أثواب جديدة راقية توقف العقول تصفيقا لها
إن كان البعض يجري وراء التاريخ فالتاريخ نفسه يجري وراء ريال مدريد
لعلي ألغزت في مقصودي من دفع تلك الكلمات لتتراص أمام أعينكم
ولكن طبول التشاؤم انطلقت حاملة ومعها خبر أسود قبل أن يصطف فرسان في أرض المعركة قبل أن تنطلق صفارة الحكم معلنة عن بدأ موسم جديد يقود فيه الداهية البرتغالي دفة ريال مدريد
الخبر أن الريال لن يلعب بمتعة لن يقدم فرجة سيحرمنا قدوم مورينيو ماضينا الجميل دون أن تكون لديهم الجرأة لإشارة إلى معنى كلمة متعة
وسأنوب عنهم في وصف معناها حتى ينكشف المراد ويتضح المقصود
المتعة في لسان العرب ما يوصل اللذة للعقل
أما في كلامهم فالمتعة الكروية = الكرة الشاملة فقط دون غيرها من مدارس
إن لم تقدم فكر الكرة الشاملة فأنت لا تقدم متعة بل كرة من زمن الكهوف وما قبل التاريخ كما يصفها الاغمار دون أن يتعبوا أنفسهم في مراجعة هذا الحكم الجائر أو عرضه على محكمة المنطق
ليست المتعة يا سادة هي الكرة الشاملة وحدها بل هي مدارس كرة القدم مجتمعة مدارس الدفاع مدارس الهجوم مدارس إنكلترا ايطاليا البرازيل ألمانيا
وارجعوا إلى ثورة ساكي التكتيكية وسترون أنموذج رائع يبطل تلك المسلمة الكاذبة
وبيانها
الكرة الشاملة هي المتعة الكروية الوحيدة
مدرسة ساكي قدمت كرة قدم جميلة
إذن هناك متعة كروية خارج هولندا
لعل قصر الفكر وضعف معرفته بفريقه يبعث انبهار ببناء الغير ويرون أن فريقهم غير قادر على مجاراته وتقديم أفضل منه
أنساهم الزمن أن لفريقهم من القوة والتاريخ وأصالة الشخصية ما ينسيهم ذلك البناء الصغير بل ويجعل من مقارنتهما اهانة للمتعة الكروية
لم يقلد ريال مدريد يوما أحدا لأنه أصيل الشخصية استمدها بفكره الراقي من سماء صافية لم تكدرها غمامة الجهل والتقليد
وعندما كان البعض تائه يتسول هويته بين أبواب الغير كان هو يحفر في تاريخ اسمه وهويته لقد كان ومازال يقدم متعة كروية راقية وإن أصابه ضعف في مرحلة ما من زمان فما يلبث أن يعود إلى شخصيته ويقدم للعالم ما اعتاد تقديمه من متعته الكروية الخاصة التي تنطلق من فلسفة سجل أكثر مما يسجل عليك الغير
أما من يطالبونه بتقليد أخر أو يدعون أنه يريد أن يقلد الأخر فهم بعيدون عن معرفة شخصية ريال مدريد العريقة التي لطالما حاول الغير تقليدها
إن كان أقزام يرفضون تقليد فهل يعقل أن الملك يقلد ؟
مورينهو ......... و المتعة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أما مورينيو الذي يحزن البعض أنه لن يقدم كرة قدم جميلة
فالتاريخ يخبرنا أن كرة القدم انطلق صرحها بخطط تكتيكية تولت يد الزمان تطويرها ونحتها لتصبح كلما تقدم العمر بكرة القدم أجمل واحلى
من خطة 1-9 إلى أن وصلت إلى خطة أرقى ألان 4-4-2
مورينيو يعشق خطة 4-3-3
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جدار دفاعي حديدي في وجه المهاجمين يجعلك إن لم تفز على الاقل تتعادل لكن لا تخسر وعندما يفوز في معركته مع المهاجمين يتقدم لبناء الهجمة
أمامه خط وسط قوي مكون من ارتكازين قويين في افتكاك الكرة والمراقبة والعودة للمساندة الدفاعية والتقدم للهجوم مع صانع العاب متميز في تحكم في ايقاع المباراة وتوزيع الكرات ومهام أخرى حسب نوع المباريات مع وجود أجنحة تهاجم تخترق وترفع العرضيات وتطبق الدفاع العالي على أظهرت الخصم لمنعها من التقدم وفي المقدمة
مهاجم قوي في تسجيل الأهداف وصناعتها للقادمين من الخلف والضغط على قلبي الدفاع
ملاحظة هؤلاء الذين طبقوا فلسفته من قبل أقل إمكانيات مما يملك ريال مدريد الآن فكيف إن التقت تلك الفلسفة مع مثل هؤلاء لاعبين
سأترك تخيل ذلك لكم
بالله عليكم ألم ترقص قلوبكم طربا للمتعة التي قدمها أمام تشيلسي وميلان وبرشلونة وصفقتم إعجابا به وبدهائه
الم يجهز على الكرة الشاملة في أرقى تجلياتها البرشلونية
وجعل مبادئها ( تبادل المراكز الكور القصيرة الدفاع المتقدم ) مجرد تهريج
وجعل غوارديولا تائها يحاول ترقيع عيوبها الكثيرة في دقائق معدودة وفي الأخير استسلم
ألم تروا تلك المتعة يومها
هل نسيتم وما للعهد من قدم ؟
المتعة قادمة معه وموضة الأناقة الكروية ستعرف ثوبا جديدا أصيلا وراقيا معه في مدريد رغم صراخ الجهال والمغرضين
رؤية ريال مدريد في حد ذاتها متعة لا توازيها متعة أخرى في عالم كرة القدم لكن لمن استوعب معنى كلمة ريال مدريد