[gdwl]معاني اسم الله ... الرحمن...الرحيم[/gdwl]
المعني اللغوي : الرحمة هي : الرقة و التعطف ، و الاسمان مشتقان من الرحمة علي وجه المبالغة و الرحمن أشد مبالغة من رحيم . لأن بناء فعلان أشد مبالغة من فعيل .
في الحديث القدسي :" أنا الرحمن خلقت الرحم و شققت لها أسماً من أسمي " فدل هذا الحديث الصحيح علي الاشتقاق .
ورود الأسمين في القرآن الكريم : - الرحمن: ورد في القرآن الكريم سبعة و خمسون (57) مرة منها قوله تعالي : " و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم" ............ سورة البقرة الآيه 163 " ان كل من في السموات و الأرض إلا أتي الرحمن عبداً"..... سورة مريم الآيه 93 " الرحمن علي العرش استوى".......................................سورة طه الآيه 5 - الرحيم : ورد مائه و أربعة عشر مرة (114) منها قوله تعالي : " انه هو التواب الرحيم " ..........................................سورة البقرة الآيه 54 " ان الله بالتاس لرؤوف رحيم "...................................سورة البقرة الآيه143 " يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء و الله غفور رحيم ".....سورة آل عمران الآيه129 " ان الله غفور رحيم ".............. و هو كثير في القرآن. سورة البقرة 173،182،199
معني الأسمان في حق الله تعالي : الاسمان مشتقات من الرحمة و الفرق بينهما فيه قولان *الأول : ان اسم الله الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا و للمؤمنين في الآخرة اسم الله الرحيم هو ذو رحمة خاصة للمؤمنين يوم القيامة ثم استدلوا بقوله تعالي " ثم استوي علي العرش الرحمن "سورة الفرقان الآيه 59.، " الرحمن علي العرش استوي " سورة طه الآيه 5، فذكر الاستواء بإسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته و في قوله " و كان بالمؤمنين رحيما" سورة الاحزاب الآيه 43 فخص المؤمنين بإسمه الرحيم .
*الثاني: ان الرحمن دال عل يصفة ذاتية .. و الرحيم دال علي صفة قعلية قال ابن القيم رحمه الله :
" ان الرحمن دال علي تعلقها بالمرحوم ( و هم عباد الله و خلقه ) فكان الأول للوصف و الثاني للفعل ،و الأول دال علي ان الرحمة صفته و الثاني دال علي انه يرحم خلقه برحمته و للتأكيد علي هذا تأمل قوله تعالي : " و كان بالمؤمنين رحيما ً" الأحزاب الآيه 43 " انه بهم رؤف رحيم " سورة التوبة الآيه 117. و لم يجئ قط رحمن بهم فعلم ان الرحمن هوالموصوف بالرحمة .
شرح اسم الله الرحمن الرحمن في اللغة صفة مشبهه لأنها من صفات الأفعال و هي ابلغ من الرحيم و الرحمة في حقنا رقة في القلب تقتضي ألاحسان إلي المرحوم و تكون بالمسامحة و اللطف أو المعاونة و العطف . و الرحمة تستدعي مرحوماً لأنها من صفات الأفعال ، بينما الرحمن اسم يختص بالله سبحانه و تعالي و لا يجوز إطلاقه في حق غيره .
** و الرحمن سبحانه هو المتصف بالرحمة العامة الشاملة .. حيث خلق العباد و رزقهم و هداهم سبلهم و امهلهم و خولهم فيما إستخلقهم و استرعاهم في ارضه و استألفهم في ملكه ليبلوهم أيهم احسن عملاً و لذلك فإن رحمة الله سبحانه في الدنيا و سعتهم جميعاً تحقيقاً لحكمته في ابقائهم علي معاني الابتلاء يرزقون و يتقبلون في نعمه فشملت المؤمنين و الكافرين .
** و الرحمة تفتح ابواب الرجاء و الأمل و تنير مكنون الفطرة و تبعث علي صالح العمل و تدفع ابواب الخوف و اليأس و تشعر الشخص بالأمن و الأمان . و الله سبحانه و تعالي سبقت رحمته غضبه و لم يجعل من واسع رحمته إلا جزء يسير للدنيا يتراحم به الناس و يتعاطفون حتي ترفع الدابة حافرها عن وليها خشيه ان تصيبه فالرحمة و لما كانت الرحمة التي دل عليها اسمن الرحمن رحمة عامة بالناس اجمعين فإن الله خص هذا الاسم ليقرنه باستواءه علي عرشه في جميعه مواضع القرآن " الرحمن علي العرش استوي " . و ذلك ان الله فوق الخلائق جميعاً سواء كان مؤمن أو كافر فحياتهم كافة بإذنه و ارزاقهم مكنونة في غيبه و بقائهم رهن مشيئته و امره . و من ثم فإنه لا حول و لا قوة لهم إلا بقوة اله و حوله فهو الملك و هو الرحمن الذي استوي علي عرشه و دبر امر الخلائق في ملكه.
التي دل عليها الاسم رحمة عامة تظهر مقتضي الحكمة في اهل الدنيا فمن رحمته سبحانه انه انعم علي الخلق ليشكروا و لكن كثيراً جاحدون . .................................................. الدعاء بإسم الله الرحمن دعاء مسألة
ورد الدعاء بالاسم المطلق في استعاذه مريم ابنه عمران عندما تمثل لها جبريل عليه السلام بشراً سويا و بشرها بعيسي عليه السام فقال تعالي : " قالت اني اعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا" و هي تعني إن كنت تقياً تتقي الله و تخشي الاستعاذة ة تعظمها فإني عائذة منك بالرحمن أو إن كنت تقياً تتعظ بتعويذي و لا تتعرض لي .
و قال تعالي " قال رب احكم بالحق و ربنا الرحمن المستعان علي ما تصفون " ..سورة الانبياء 112 و اما دعاء المسأله يوصف الرحمة العامة الذي دل عليه اسم الرحمن فقال تعالي : " و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين " سورة البقرة . و في وصف عباده الموحدين قال تعالي " انه كان فريق من عبادي يقولون ربنا امنا فاغفر لنا و ارحمنا و انت خير الراحمين " سورة المؤمنين 109 ، فهذه أدله صريحة علي الدعاء باسم الله الرحمن دعاء مسأله أو دعاء بالوصف الذي دل عليه الأسم ، فيدعوا المسلم بما يتاسب حاجته و مطلبه فيقول :" اعوذ بالرحمن و استعين به من كل بلاء و سوءو من كل شر و شقاء " أو " يا أرحم الراحمين ارحمنا "أو " اللهم إني اسألك يا رحمن أن ترحمني و ان ترحم والدي و سائر عبادك المسلمين يا ارحم الراحمين ". و من ادعية الرسول صلي الله عليه و سلم حين كادته الشياطين و اجتمعت عليه من الأودية و الجبال و فيهم شيطان معه شعله من نار يريد أن يحرق وجهه الكريم فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال له : قل " اعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق و ذرأ و برأ و من شر مما ينزل من السماء و من شر ما يعرج فيها و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن " فطفئت نارهم و هزمهم الله تبارك و تعالي .
الدعاء بإسم الله الرحمن دعاء عبادة و هو امتلاء القلب بالرحمة و الحرص علي ما ينفع عموم الخلق فالرحمن رحمته عامة و في حديث عن النبي صلي الله عليه و سلم:" إرحموا ترحموا و اغفروا يغفر الله لكم ، ويل لأقماع القول ، و يل للمصرين الذين يصرون علي ما فعلوا و هم يعملون " والاقماع هم الذين يسمعون القول و لا يعملون به شبه النبي صلي الله عليه و سلم اذانهم بالاقماع المخرومة يصب فيها الكلام كصب الماء في الاقماع فلا تبقي شيئاً ينتفع به . و توحيد العبد للاسم في سلوكه يقتضي الرحمة العامة بعباد الله سواء كانوا مؤمنين أوكافرين .فالمؤمنون يحب لهم ما يحب لنفسه فيوقر كبيرهم و يرحم صغيرهم و يجعل رحمته موصوله إليهم فيسعد بسعادتهم و يحزن لحزنهم . أما رحمته بالكافرين فيحرص علي دعوتهم للايمان و يسهم في اخماد كفرهم و النار التي تحرقهم و يجتهد في نصحهم و الأخذ علي ايديهم و لو بجهادهم في بعض الاحيان .
شرح اسم الله الرحيم الرحيم في اللغة من صيغ المبالغة فهي علي وزن فعيل بمعني فاعل كسميع بمعني سامع و الرحيم دل علي صفة الرحمة الخاصة التي ينالها المؤمنين .، و الرحمن الرحيم : الأولي بمعني السعة و الكمال و الثانية معناها الكثرة في الفعل و انما ذكر الرحيم بعد الرحمن لأن الرحمن مقصورة علي الله وحده و لكن الرحيم قد يكون لغيره لأختصاص المؤمنين بها ...قال تعالي : " و كان بالمؤمنين رحيماً" و الرحمة الخاصة التي دل عليها اسم الرحيم شملت عباده المؤمنين في الدنيا فقد هداهم إلي توحيده و عبوديته .. و هو الذي اكرمهم في الدنيا بالايمان في الاخره بنعيم جنته و من عليهم فيها برؤيته و من رحمته سبحانه انها لا تقتصر علي المؤمنين بل تشمل و تمتد إلي ذرياتهم من بعدهم تكريماً لهم ... قال تعالي " و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان الحقنابهم ذرياتهم و ما ألتنا هم من عملهم من شئ" ... سورة الطور 21 . و قال تعالي " و اما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما ز كان ابوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا اشدهما و يستخرجا كنزهما رحمة من ربك " سورة الكهف 82 و من ثم فإن الايمان بالله و العمل في طاعته و تقواه من اهم اسباب الرحمة الخاصة.
..................................................
الدعاء بإسم الله الرحيم دعاء مسأله
ورد دعاء المسأله بالاسم المطلق في قوله تعالي عن ابراهيم وولده اسماعيل عنهما السلام :" ربنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا أمه مسلمة لك و أرنا مناسكنا و تب علينا انك انت التواب الرحيم" سورة البقرة128 و قوله تعالي عن اهل الجنة :" انا كننا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم " سورة الطور 28 و دعاء هل الجنة يشمل دعاء المسأله و دعاء عباده و في السنه ورد الدعاء بالاسم المطلق فهو دعاء يتضمن الاسم و الموصف معاً . ففي الحديث عن ابي بكر رضي الله عنه انه قال للنبي صلي الله عليه و سلم علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال : و عن عبد الله بن عمر قاله كنا بعد لرسول الله في المجلس الواحد مائه مرة " رب اغفر لي و تب علي انك انت التواب الرحيم . و قد ورد الدعاء بوصف الرحمة الخاصة الذي تضمنه اسم الله الرحيم قوله تعالي في شأن موسي :" قال رب اغفر و لأخي و ادخلنا في رحمتك و انت ارحم الراحمين "" و ايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر ة انت ارحم الراحمين " سورة الانبياء و مما يدل علي دعاء المسألة مقتضي الطلب أو الخير الذي يتضمنه الاسم قوله تعالي :" ان الذين امنوا و الذين هاجروا و جاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمت الله و الله غفور رحيم" سورة البقرة 218 فالمسلم يقول اللهم اني ارجوا رحمتك انك انت الغفور الرحيم .... و قوله تعالي :" و من يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيماً" سورة النساء110 فيقول اللهم اني عملت سوءاً و ظلمت نفسي فاغفر لي اتك انت الغفور الرحيم ، و قوله تعالي :" افلا يتوبون إلي الله و يستغفرونه و الله غفور رحيم " سورة المائدة 74 فيقول اللهم اني اتوب اليك و استغفرك انك انت الغفور الرحيم .
سورة الاعراف و قوله تعالي عن ايوب : الدعاء بإسم الله الرحيم دعاء عباده
الدعاء بإسم الله الرحيم هو امتلاء القلب برحمه الولاء ورقة الوفاء التي تدفع إلي حب المؤمنين و بعض الكافرين . و قد كان النبي رحيماً بأصحابه رفيقاً حبيباً قريباً صديقاً " اهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق و رجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربي و مسلم عفيف متعفف ذوعيال ". فالطاعة تدفع إلي الرحمة و العفو و المغفرة و توحيد الله يستوجب الفوز و النجاه في الآخره. و من دعاء العبادة التسمية بعبد الرحيم ، و في حديث للرسول صلي الله عليه و سلم انه قال عن حديث مالك ابن الحويرث انه قال: " اتيت النبي صلي الله عليه و سلم في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة و كان رحيماً رفيقاً فلما راي شوقنا إلي أهالينا قال ارجعوا فكونوا فيهم و علموهم و صلوا فإذا حضرت الله فليؤذن لكم احدكم و ليؤمكم اكبركم ".
آثار الايمان بهذين الاسمين
1-اثبات صفة الرحمة لله رب العالمين :- -فهي من صفات الله الثابتة في الكتاب و السنة و الرحمة صفة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته تعالي و لا يجوز لنا ان ننفيها لأن ذلك من الإلحاد في أسمائه.
2-ظهور آثار رحمة الله سبحانه علي الخلق بجلاء:- -قال ابن القيم رحمه الله : إن ظهر هذه الصفة في الوجود تظهر اثر صفة الربوبية و الملك و القدرة فإن ما لله علي خلقه من الاحسان و الانعام شاهد علي رحمته التامة و سعة كل شئ .............. كما أن الموجودات كلها شاهده له بالربوبية التامة و الكاملة .
3-سعة رحمة الله تعالي :- -قال سبحانه :" و رحمتي وسعت كل شئ" يخبر الله تعالي أن رحمته التيوسعت و شملت كل شيئ في العالم العلويو السفلي ... البر.... و الفاجر ....المسلم ...و الكافر فما من أحد إلا و هو يتقلب في رحمته سبحانه آناء الليل و أطراف النهار و لكن للمؤمنين الرحمة الخاصة بهم و التي يسعدون بها في الداريين و لذلك قال في تمام الآيه :" فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الذكاه و الذين هم بآياتنا يؤمنون " فالكافر لا رحمة له في الآخرة و فتح الله تعالي ابواب رحمته للتآئبين فقال: " قل يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " سورة الزمر 53.، و قال الرسول صلي الله عليه و سلم :" لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنة أحد ... و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قتط من جنته أحد ".
4-رحمة الله تغلب غضبه:- - و قد ثبت في ذلك حديث للرسول صلي الله عليه و سلم :" لما خلق الله الخلق كتب كتابه و هو يكتب علي نفسه و هو وضع عنده العرش ان رحمتي تغلب غضبي و في رواية أن رحمتي سبقت غضبي ". و هذا الحديث يوافق قوله تعالي :" كتب ربكم علي نفسه الرحمة " و في قوله و هو يكتب علي نفسه لأنه لا آمر له سبحانه و لا ناهي يوجب عليه ما يلزمه المطالبة به و لكن الله ينجز لعباده ما وعدهم و هو لا يخلف الميعاد.
5-لله جل ثناؤه مائة رحمة :- -وفي الحديث النبوي قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " لله مائه رحمة انزل منها رحمة واحدة بين الجن و الإنس و البهائم و الهوام ... منها يتعاطفون و منها يتراحمون و بها تعطف الوحش علي ولدها .. . و أخر الله تسعة و تسعون رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ". 6-الله سبحانه و تعالي ارحم ارحم بعباده من الام بولدها . 7-اتصاف الانسان بالرحمة :- -الرحمة من الاخلاق العظيمة التي حض الله سبحانه و تعالي عباده علي التخلق بها فقد مدح بها أشرف رسله فقال تعالي :" و ما ارسلناك إلا رحمة للعالمين" و قال تعالي " لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم " و لقد مدح النبي صلي الله عليه و سلم افضل اصحابه من بعده بهذه الصفة فقاتل :" ارحم امتي بأمتي ابو بكر" و بين النبي صلي الله عليه و سلم ان الرحمة تنال عباد الله الرحماء فقال :" انما يرحم الله من عباده الرحماء" و في رواية آخري : " لا يرحم الله من عباده إلا الرحماء " ، و قال :" من لا يرحم الناس لا يرحمه الله و من لا يرحم لا يرحم ".
8-طاعة الله و رسوله سبب للرحمة :- -و اعلم انه كلما كان الانسان اقرب إلي الله تعالي كانت رحمة الله أولي به عنه كلما كان العبد طائعاً لله و رسوله عاملاً بما أمر الله و رسوله منتهياً عما نهاه الله و رسوله عنه كان استحقاقه للرحمة أعظم ، و قال تعالي " و اطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون :. ، و قال تعالي " و اقيموا الصلاة و اتوا الذكاه و اطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ".
9-تسمية بعض النعم بالرحمة :- -سمي الله كتابه العزيز بالرحمة فقال تعالي " و نزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ و هدي و رحمة و بشري للمسلمين ". ، و سمي الله سبحانهو تعال يالجنة بالرحمة و هي اعظم رحمة خلقها الله لعباده الصالحين فقال تعالي " و اما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون " سورة آل عمران 107 و قال تعالي " يدخل من يشاء في رحمته و الظالمين أعد لهم عذاباً أليما " .
..................................................
*** و تتمه لمعن الاسمان :- * فالرحيم دل علي صفة الرحمة الخاصة التي ينالها المؤمنون . * و الرحمن بينت صفة الرحمة العامة علي وزن فعلان _ صبغة مبالغة ) لان معناها : السعة و الكمال فرحمته وسعت كل شئ. * أما الرحيم فبينت صفة الرحمة فيها علي وزن فعيل لان معناها الكثرة في الفعل . * ذكر الرحيم بعد الرحمن لان الرحمن اسم مقصور علي الله سبحانه و تعالي أما الرحيم فيكون لغيره من المؤمنين . * الرحمة الخاصة التي دل عليها اسمه الرحيم شملت عباده المؤمنين في الدنيا و الاخره ... فقد هداهم إلي توحيده و عبوديته و هو الذي اكرمهم في الدنيا بالايمان ........... و في الاخره بنعيم الجنة و من عليهم فيها برؤيته سبحانه . * رحمة الله سبحانه لا تقتصر علي المؤمنين فقط بل تمتد لتشمل ذريتهم من بعدهم تكريماً لهم * من اهم اسباب الرحمة الخاصة الايمان بالله و العمل في طاعته و اتباع رسوله و تقواه ، و هي رحمة لاتلحق إلا بالمؤمنين التائبين المصلحين . * اسم الله الرحمن الرحيم يجتمعان في المعني من جهه تعلقهما بالمشيئة و يفترقان من جهه تعلقهما بالحكمة ........ و الوجه الأول هو اجتماعهما في المعني عند تعلقهما بالمشيئة :- - ورد الجمع بينهم في حديث انس بن مالك عن الرسول صلي عليه و سلم : " قال لمعاذ الا اعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد ديناً لأداه الله عنك قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك كم تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك علي كل شئ قدير ". * رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما تعطيهما من تشاء و تمنع منهما من تشاء . * ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة سواك. فلما ذكر النبي صلي الله عليه و سلم تعلق الرحمة بالمشيئة جمع بين الاسمين في المعني .
أما الوجه الثاني ففي تعلق الاسمين بالحكمة : فإن حكمة الله اقتضت ان تكون الدنيا قائمة علي معني الابتلاء و يناسبها الرحمة العامة ، و أن تكون الآخرة قائمة علي معني الجزاء و يناسبها الرحمة الخاصة .
نفعنا الله واياكم وجعلنا ممن يفوزو بالرحمه يوم لا ظل الا ظل
............الرحمن الرحيم...........
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه.
|