انا اشبهك يا وطني ..

أنا أشبهك يا وطني

حقول القمح تعرفني
فقلبي ثوبها الأخضر
ولكن مع مرور الوقت
من عَرَقي ومن تعبي
يصير الثوب يا قلبي
كوجهي لونه اصفر
ولكن بات يبكيني
ويحزنني ويشجيني
تموت اليوم في فقر
جميع مناكب البيدر
فكل غلالها رحلت لمغتصب أتى شرها
كَنارِ جوعها يقضي عليها كلما يصغر
أنا لحن مع العصفور عدت اليوم كي اظهر
أنا جرح بلا نزف
فنزفي من سنين العمر
سالت مثلما الشمعات تبكي موتها ألما
ودمعا نوره يُنثَر
أنا أهواك يا وطني
فعلمني حياة الموت كيف أعيشها أكثر
احبك كيف لا وأنا
حبوب منك لا تقهر
حبوب من ثراك أتت
لتحضنها كما الجوهر
فكم علمتها حكما
وكم علمتها دوما
إذا هبت رياح القهر
كالزيتون لا تكسر
ولكني أخاف عليك أن تبقى معي أبدا
واني آه يا وطني
فكم أخشاك أن تبقى شريدا مثل أجنحتي
تطير بسجنها الأبدي في المهجر
وتكتم سرك المدفون فيك بغصة تكبر
عرفتك دون إخباري
تعيش مشردا مثلي
مع الأحباب والأصحاب بين الأهل فاعذرني
إذا أصبحت تشبهني وأشبه جرحك الأحمر
فلا فرقا يباعدنا ولا إنصاف يجمعنا
فدعني انطق الأسرار
حان الوقت كي تُجهر
ودعني فيك مدفون
وأنت بداخلي تبقى
إذا ما العيش يجمعنا
فموت واحد يكفي
لان الموت يا وطني
دقيق الوعد والميعاد
ما أحلاه من ملقى
إذا ما عاد في الدنيا
لنا في عيشنا ملقى
فدعه اليوم يقبرنا
سويا في أسى المهجر

قصيدة رائعة شكرا اختي